المتحف المصري الكبير: هدية مصر للعالم

في عام 1992، بدأت أولى خطوات تحقيق حُلْم مصر الكبير، عندما تم تخصيص مساحة تبلغ 117 فدانًا، بالقرب من أهرام الجيزة، لتصبح موطِنًا لأحد أكبر المتاحف في العالم؛ المتحف المصري الكبير.

في عام 2002، وُضِع حجر الأساس، ليُعْلن بداية رحلة طويلة، وحافلة بالتحديات والطموحات. وبعد عام واحد فقط، في 2003، تم اختيار شركة هينيجان بنج المعمارية الإيرلندية؛ لتصميم المتحف، بعد فوزها في مسابقة معمارية عالمية.

وبين عامي 2005 و2008، انطلقت أعمال الإنشاء، حيث بدأت ملامح المشروع تتشكل على أرض الواقع. وفي عام 2010، افْتُتِح مركز الترميم بالمتحف؛ ليكون مركزًا عالميًّا، لحفظ وصيانة الكنوز الأثرية المصرية.

مع تزايد حجم المشروع وأهميته، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي في عامي 2015 و2016، إلى تسريع وتيرة العمل، لتواصل مصر مسيرتها نحو تحقيق حُلْم المتحف. وفي عام 2018، استقبل البهو العظيم تمثال الملك رمسيس الثاني، ليكون أول قطعة أثرية تستقر في قلب المتحف.

مع مرور السنوات، استمرت الإنجازات، ففي عام 2020 وصلت نسبة إتمام البناء إلى 97%، وفي عام 2021 اكتملت البنية التحتية الرقمية للمتحف بنسبة 90%، مما يمهد الطريق لجعل المتحف مركزًا حديثًا للتكنولوجيا والتراث.

وفي عام 2023، تم افتتاح الدَّرَج العظيم بشكل جزئي، ليستقبل الزُّوَّار، في مشهد مهيب، يُجَسِّد عظمة الحضارة المصرية. ثم في عام 2024، أُقيم الافتتاح الجزئي للقاعات الرئيسة؛ ليمنح العالَم لمحة عن الكنوز الفريدة التي ستُعْرَض.

وأخيرًا، ينتظر الجميع عام 2025، حيث سيُفْتَح المتحف المصري الكبير بالكامل؛ ليصبح وجهة عالمية، تحتضن تاريخًا يمتد لآلاف السنين، تَرْوي فيه كل قطعة أثرية، حكاية الحضارة المصرية العظيمة، ليكون أكبر متحف في العالم، مُخَصَّص لعرض الحضارة المصرية القديمة منذ عصور ما قبل التاريخ، وحتى نهاية العصرين اليوناني والروماني.

يُمَثِّل المتحف نقطة التقاء بين الماضي والحاضر، فهو يجمع بين عظمة الحضارة المصرية القديمة، مع أحدث تقنيات العرض المتحفي.