يعد مركز ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير أحد أكبر المراكز العالمية المتخصصة في صيانة وترميم الآثار، وتبلغ مساحة المركز 32 ألف متر مربع، ويهدف مركز الترميم إلى جانب ترميم وصيانة القطع الأثرية المختارة للعرض بالمتحف المصري الكبير أن يكون مركزًا إقليميًّا لصيانة الآثار، وتقديم الخبرات التقنية والعلمية بمنطقة الشرق الأوسط، ومركزا بحثيًّا لتطوير علوم الترميم وتطبيقاتها، بما يواكب التطور العلمي الحديث، وكذلك تقديم الدعم الفني في مجال الصيانة للهيئات والمؤسسات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى إعداد وتأهيل كوادر متخصصة في مجال صيانة الآثار داخل وخارج مصر.

تم افتتاح مركز ترميم الآثار في يوليو2010، ضمن المرحلة الثانية من مشروع إنشاء المتحف المصري الكبير. يقع مركز الترميم غرب المتحف، ويربط مركز الترميم بالمبنى الرئيس للمتحف نفق يصل طوله إلى حوالى 200 متر، ويضم المركز تسعة عشر معملًا متخصصًا، بالإضافة إلى ستة مخازن مجهزة؛ لتخزين القطع الأثرية باختلاف مادتها وحجمها.

 تنقسم معامل مركز الترميم إلى ثلاثة أقسام رئيسة: (معامل ترميم الآثار- معامل الصيانة الوقائية- معمل توثيق) ، وتغطي أنشطة تلك المعامل كافة فروع علوم صيانة الآثار؛ من صيانة علاجية، وصيانة وقائية، وعلوم الصيانة.

     تضم معامل الترميم ستة معامل متخصصة في ترميم الآثار، ومقسمة طبقا لطبيعة المادة الأثرية إلى معمل ترميم الآثار العضوية- معمل ترميم المومياوات والبقايا الآدمية- معمل ترميم الآثار غير العضوية- معمل- ترميم الآثار الخشبية- معمل ترميم الآثار الحجرية والنقوش الجدارية- منطقة ترميم الآثار الثقيلة). هذا وقد تم تجهيز جميع المعامل بأحدث الوسائل والمعدات، التي تخدم أعمال الترميم والصيانة، مع مراعاة الاشتراطات الخاصة بالسلامة والصحة المهنية، وتوفير وسائل التهوية والإضاءة، كما يحوى كل معمل على منطقة خاصة مجهزة للتخزين المؤقت للآثار Holding Room.

     وقد روعي توفير مساحة عمل مناسبة لكل معمل حيث تبلغ مساحة المعمل حوالى 580 مترًا مربعًا.

تضم معامل الصيانة الوقائية أربعة معامل متخصصة؛ تهدف إلى إعداد وتطبيق برامج الصيانة الوقائية في المتحف المصري الكبير؛ لضمان حفظ القطع الأثرية علي المدى البعيد، في المخازن والمعامل وقاعات العرض المتحفي، وهي: منطقة فض التغليف والتخزين، ومعمل تعقيم الآثار بالغازات الخاملة، ومعمل الأنوكسيا، بالإضافة إلى وحدة المراقبة والتحكم البيئي.

- تم تجهيز هذه المعامل بأحدث الوسائل والتقنيات الحديثة؛ التي تمكن من تطبيق تلك البرامج علي الوجه الأمثل، كوحدات الترطيب والتجفيف، واسطوانات الغازات الخاملة، وأجهزة رصد وتسجيل قراءات الحرارة والرطوبة، والضوء والتلوث الجوي، وسرعة واتجاه الرياح والأتربة، وأجهزة التحكم في الإضاءة، إلي جانب غرفة منفصلة وخيام محكمة الغلق، للتعقيم بنقص الأكسجين، بالإضافة إلى الأجهزة والمعدات التي تمكن من التناول والتخزين الآمن للقطع الأثرية.

     أسس مركز ترميم الآثار لمنهجية خاصة لترميم وصيانة الآثار، تحترم المواثيق الدولية، وتحافظ على الطبيعة الخاصة للآثار المصرية. تقوم هذه المنهجية في الأساس على مبدأ التدخل الأدنى Minimum Intervention، الذي يضمن تثبيت حالة المادة الأثرية ومنع المزيد من التلف بها دون إفراط في التدخل بإستخدام المواد الكيميائية والاعتماد بدرجه كبيرة على مبادئ الصيانة الوقائية Preventive Conservation، والذى يتم عن طريقة التحكم في البيئة المحيطة بالآثار، للحد من أو منع مسببات التلف، وهو الدور الذى تقوم به معامل الصيانة الوقائية، كما تعتمد منهجية المركز على استخدام التحاليل غير المتلفة Non –Destructive Analysis؛ لاستقراء المعلومات الضرورية عن المادة الأثرية ونواتج التلف؛ للتمكين من إجراء عمليات الترميم.