وصول ثاني مقاصير الملك توت عنخ آمون الي مقرها النهائي

استقبل المتحف المصري الكبير المقصورة الثالثة من ‏مقاصير الملك توت عنخ آمون، بعد حوالي شهر من وصول المقصورة الرابعة (الصغرى)، والتي سبق تثبيتها بفاترينة العرض المخصصة لها بقاعتي كنوز الملك الشاب بالمتحف المصري الكبير. وكانت هذه المقصورة الثالثة قادمة من المتحف المصري بالتحرير، وذلك تمهيدًا لعرضها ضمن سيناريو العرض المتحفي بالقاعات المخصصة لكنوز الملك.

وأوضح اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، أن عملية النقل تمت وسط إجراءات أمنية من قِبَل شرطة السياحة والآثار والنجدة، وتحت إشراف مرممي وأمناء المتحف.

وأضاف سيادته أن مقاصير الملك توت الذهبية عددها أربع، وقد تم نقل الأولى والتي تعد (رقم 4) ، وهي الأصغر. بينما هذه المقصورة الثانية التي تصل المتحف الكبير، والتي تُعدّ ( رقم ٣)، وجاري حاليًّا تأهيل المقصورتين المتبقيتين تمهيدًا لنقلهما تباعًا.

وقد صرّح الدكتور الطيب عباس ‏مساعد وزير السياحة والآثار للشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، أن هذه المقصورة سوف تخضع لأعمال الترميم داخل المتحف. وهي مصنوعة من الخشب المُذهّب، وقد تم العثور عليها مع باقي المقاصير ضمن مقتنيات الملك بمقبرته بالبر الغربي بالأقصر، و سيتم نقل باقي المقاصير تباعًا، لتعرض جميعًا وفقًا لأحدث طرق العرض المتحفي، بالقاعتين المخصصتين لعرض كنوز الملك، وتبلغ مساحتهما حوالي 7200 متر مربع، وهما مزودتان بأحدث وسائل العرض المتحفي من فتارين ذات تحكم بيئي؛ في درجات الحرارة، والرطوبة، والإضاءة، بالإضافة إلى وسائل توضيحية من الجرافيك، وبطاقات شرح خاصة بكل قطعة، وكذلك شاشات عرض توضح سيناريو العرض الخاص بالملك توت عنخ آمون.

‏ ومن ناحية أخرى أكد الأستاذ مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف، أن عملية نقل المقصورة تمت طبقًا للأسس والمعايير العلمية الدقيقة؛ حيث تم فك المقصورة إلى 10 أجزاء، وبنفس تكنيك الصناعة الذي استخدمه المصري القديم، مع تغليف كل جزء على حدة، داخل صندوق داخلي وآخر خارجي، وباستخدام مواد خالية من الحموضة.

ومن جانبه قال الدكتور عيسى زيدان مدير عام الشؤون التنفيذية للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، إنه قد تم قبل عملية النقل فحص المقصورة، وعمل تقرير مفصل لها؛ لإثبات حالة حفظها بصورة دقيقة، كما قام فريق المرممين بأعمال التوثيق العلمي والأثري لها، باستخدام أحدث أنواع كاميرات التصوير؛ وذلك للتعرف على أماكن الألسن المعدنية والخشبية، وأماكن التعشيق للمقصورة، وهو الأمر الذي ساعد - وبشكل دقيق- فريق العمل على وضع خطة فك المقصورة بأمان وبطريقة علمية محكمة