اكتشف هذا التمثال في عام 1904 بالقرب من فناء معبد الإله "حرشف" في هيراكليوبوليس ماجنا (اهناسيا المدينة). ويصور الملك رمسيس الثاني واقفاً بين المعبود بتاح والمعبودة سخمت. ويعد "بتاح"- الذي تمركزت عبادته في مدينة منف (ميت رهينة) - هو حامي أصحاب الحرف في مصر القديمة، ويصوره هذا التمثال في هيئته التقليدية كمومياء، يرتدي غطاء الرأس، واللحية الملكية، ويحمل بيديه صولجاناً. أما "سخمت"- إلهة الحرب- فتظهر هنا برأس لبؤة يعلوها قرص الشمس وحية الكوبرا.

يعكس تصوير الملك رمسيس الثاني في هذا التمثال قوة عضلية لا تخطئها العين، بمنكبيه العريضين، وعضلات ذراعيه، وصدره البارز، وبطنه الممشوق، فضلاً عن التفاصيل التشريحية الرائعة كعظام الترقوة البارزة، وعظمة الركبة، وقصبة الساق. ويرتدي الملك التاج الأزرق (أو تاج الـ خبرش)، ونقبة ملكية مزينة بحلية على شكل فهد وسبعة أفاعي كوبرا يتوج كل منها بقرص الشمس، كما يحمل على كتفه الأيمن عصا "الحكا" المعقوفة وهي إحدى شارات المُلك في مصر القديمة. وتمتد ذراع الملك اليسرى بطول جسمه لتلامس اليد اليمنى للمعبودة "سخمت". تذكر نصوص التمثال بوضوح اسم المعبود "حرشف"، ويبدو أن التمثال كان في الأصل يصوره مكان المعبودة "سخمت". كما يوجد على القائم الخلفي للتمثال تسعة أعمدة رأسية من النصوص تشير إلى الملك رمسيس الثاني بكونه "محبوب" المعبودات: بتاح، حورس، حرشف، باستت، آتوم، وآمون-رع.